قبلة الوداع على جبين الأحياء
,
بقلم ,,هند بومديان
,
بخطى متثاقلة تجر أذيال الخيبه
تاه الطريق في منتصف الرحلة
تحنو الشمس ببطء و هي تقبل جبين الأرض
لتمارس طقوس الوداع الأخيرة
نسمات فصل الشتاء الخجولة تحرك مشاعرهم
تارة تذكرهم بروح الفقيد
و أخرى تذاعب وجنتيهم لتبعت فيها أمل الحياة
بالكاد تتحرك عربة المسير
لا أدري هل أثقلتها روح الفقيد
أم أثقلها تعب السنون
و ما تحمل في طياتها من قادم أليم
غابت الابتسامة
عاب الأمل
غاب الدعم
و غابت روح التضامن
العرق في وجنتيهم يرسم خارطة الألم
يوقع وثيقة البؤس القادم
يحرر الأمل القابع خلف جفونهم
ليخبرهم أن هاهنا
ابتدأ العصر الجديد
بعذوبة الصبا يذاعبون الطيف القادم
و هو يرتسم على حنايا الأفق
متأبطين أحلاما
عساها تتمم المسير معهم
و لا تتعب منهم لتتركهم دخان لبقايا دخان
صمت عم المكان لا تسمع سوى دندنات العناء
و وشوشة العياء تصاحبهم
تلتف بجنباتهم و تحرك
بدهاء ثنايا الكفن
و كأنها تخبرهم
أن هاهنا ابتدأ مصيرهم
بهده الخرقة البيضاء
الى أن ينتهي مصيرهم القادم بخرقة مماثلة بيضاء
و بين الخرقتين لهم حرية
التمسرح فوق منصة الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق