( كَانَتْ الشَّمْسُ قَدْ مَالَتْ إِلَى الغُرُوبِ ) ـ بقلم الشاعرة المبدعة / وِسَامُ القَاضِي

كَانَتْ الشَّمْسُ قَدْ مَالَتْ إِلَى الغُرُوبِ. 

كَانَتْ الشَّمْسُ قَدْ مَالَتْ إِلَى الغُرُوبِ.
وَاِصْطَبَغَتْ السَّمَاءُ بَلُونَ الشَّفَقِ.
وَتَسَلَّلَتْ خُيُوطُ الشَّمْسِ عَبْرَ زُجَاجِ النَّافِذَةِ.
وَهُوَ جَالِسَ عَلَى الأَرِيكَةِ مُمْسِكٌ بِيَدَيْهَا.
قَائِلًا "دَعِينَا نَتَّفِقُ يَا صَغِيرَتَيْ.
وَصَوْتُهُ تَشُوبُهُ مَرَارَةٌ.
هُزَّتْ كَتْفُهَا فِي لَامُبَالَاَةٍ.
وَلَمْ تُعْلِنْ تَعْطِفُهَا مَعَ كَلِمَاتِهِ المُكَرَّرَةُ.
نَظْرَاتٌ إِلَيْهِ متسائلة.
وَكَانَ الظُّلَّامُ قَدْ بَدَأَ يُرْخِي ستائرة.
إِلَى مَتَى سَتَظَلُّ تَتَجَاوَزُ تَفْكِيرِي.
فَاِتَّسَعَتْ عَيْنَاهُ فِي دَهْشَةٍ.
وَهُوَ يَسْتَقْبِلُ حِوَارَهاُ الغَيْرَ مُرَتَّبٌ.
اِرْتَبَكَ وَاِبْتَعَدَ عَنْ يَدِهَا.
لَمْ يَكُنْ وَاثِقٌ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ.
أَنَّهَ سَيَسْتَطِيعُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهاِ.
بَدَأْتُ هَادِئَةً وَلَمْ يَبْدَآ عَلَى وَجْهِهَا الاِنْزِعَاجَ.
مِنْ تَصَرُّفِهِ الغَيْرَ لآئق فِي حِوَارِهَا.
بَعْدَ لَحَظَاتٍ مِنْ الصَّمْتِ السَّائِدِ فِي المَكَانِ.
قَالَ لَهَا.... هَلْ تُدْرِكِينَ جَيِّدًا مالذي تَفْعَلِينَهُ ؟.
كَانَتْ أَكْثَرَ هُدُوءًا مِنْ المُتَوَقَّعِ.
وَبِدُونِ تَفْكِيرٍ فِي مَنْطُوقِ الكَلَامِ.
أجَابَةٌ أَنَّهَا نِهَايَةُ المَطَافِ لِأَشُكَّ.
لَمْ تَعُدْ تَحْتَمِلُ تَفَاهَةُ الاِتِّفَاقِ.
اِسْتَطْرَدَ وَهُوَ يَغُضُّ بَصَرَهُ بحياء.
لِلمَرَّةِ الأُولَى مُنْذُ اللِّقَاءِ.
آسَفُ لِكُلِّ مَا سَبَبْتُهُ لَكَ يَوْمًا" مِنْ شَقَاءٍ.
وَاِسْتَدَارَ مغادر المَكَانُ فِي اِرْتِبَاكٍ.
كَانَ مِنْ الوَاضِحِ أَنَّهُ اِسْتَمَعَ مُتَأَخِّرٌ
لِصَوْتٍ فِي دَاخِلِهَا بِصُرَاخٍ.

وِسَامُ القَاضِي