أخبار

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

قصة قصيرة ( المجتمع ) بقلم أ.د/ محمد موسى

القصة القصيرة

المجتمع


  في كثير من الأحيان يضطر بعضنا الي أن يخضع لقوانين المجتمع بشكل إضطراري حتي لا يوضع في خانة المتمردين على قوانين مجتمع تعارف عليها من زمانٍ مضى وفي زمانِ إختفى فيه الفرسان ووضع البعض قانون للحياة إعتبره هو الحياة تدور حوله العلاقات بين الناس هذا القانون هو قانون المصالح وفيه يصبح الصالح طالح والطالح صالح وعندما تتصرف في المجتمع كالفرسان ينظر المجتمع اليك على أنك إما مجنون أو موهوم هذه هي خلاصة قصة يذهل كل من يتواصل مع سطورها.
تعرفا على بعضهما البعض من زمن وهما مثقفان هي تقترب من نهاية العشرينات وهو السن المفضل عند البنات والذي عنده يجب أن تتزوج في مجتمعاتنا قبل مغادرة هذا السن إتفقنا أو إختلفنا فإن هذه هي طقوس المجتمعات العربية ودائماً ما يحدث الجدال بينها وبينه في المناقشات لموضوعات هي وهو قد يتفقان في بعضها ويختلفان في أكثرها وهما في الحالتين يخضعان لحكمة إنقرضت من زمان بعيد وهي أن الخلاف لا يفسد للود قضية قررا أن يبعثوا هذه الحكمة من تراب الزمان وكلما عَنَ لإحدهما مشكلة تناقشا فيها معاً حتى يصلا إلي أكثر الحلول مناسة لهما إلا أن الصديقة وقعت في مشكلة مع الأهل والمجتمع وثوابته وقوانينه التي لا يمكن الهروب منها ولم تجد إلا هو لتبكي له ما تعانية من الظلم الذي لو خيرت بينه وبين الموت لأختارت الموت قالت له: بالأمس تقدم لها إبن عمها الذي لا تقبل النظر إليه خصوصاً هو بعيداً عن الله والأهل إلا أن من يحيط بها يصممون على إتمام الزواج خصوصاً أن هناك عامل ملح هو السن الذي لا تشعر هي به وهم لا هم عندهم إلا الراحة منها خوفاً عليها من الأيام ورفضت ورفضت حتى إنهارت وسقطت ولم تفق من غيبوبتها إلا في المستشفى والمذهل أنها خرجت في اليوم التالي من المستشفى على مسئوليتها لتسرع الي صديقها للبحث عن حل كعادتها عندما تقع لها مشكلة وذهبت إليه هي ودموعها وسمع منها ثم قال لها إرجعي الأن الي بيتك للراحة خصوصاً وأن ضغطها غير منتظم على أن نتواصل بالتليفون قبل اللقاء وفعلاً أوصلها الي البيت ورجع هو يفكر وحده كيف يعالج هذه المشكلة لصديقته وصل الي فكرة قد يعتبرها البعض درباً من الجنون ولكنه أصر أن يعيش زمناً مضى من زمان وهو زمن الفرسان لما دق التليفون في بيته كانت هي قال لها سأطرح عليكِ حلاً لاخرجك مما أنتِ فيه وقبل أن أسمع منكِ الإيجابه أرجو أن تفكري جيداً لوسمحتي فالقرار مصيري للخروج من هذه المشكلة قالت مسرعة قل أرجوك قال لها نحن أصدقاء فقط ولم أفكر أبداً أن تكوني زوجةً لي وكذلك أنتِ لم تفكري أن أكون كذلك لذلك سوف أتقدم لأهلك للزواج منك وأعتقد أنهم لن يعترضوا فأنا دكتور في الجامعة وأعيش في فيلا وأتمتع بسمعه طيبه ونحاول أن نطيل فترة الخطبة حتى تجدي من ترضي به زوجاً وأنا لن أطلب منك أية حقوق وتستمر العلاقة هكذا بيننا حتى يأتي فرج الله ضحكت لأول مرة وقالت موافقة موافقة موافقة فال لا تتسرعي وفكري أولاً قالت لا بسرعة سوف أُحدد لك ميعاداً مع أهلي وفعلت ولما ذهب رحب به الأهل ولكن كان لهم شرطاً أسقط الأمر كله من يده قال له الأخ الأكبر والذي يفوم على تربيتها لما كنت تعلم أنها يتيمه الأب والأم وأنا المسئول عنها لذلك لي شرطاً واحداً أن يعقد القران والزفاف في هذا الشهر ونظر إليها فإذا عيناها تتوسل إلية أن يوافق ووافق ولما زفت الي بيته جلسا معاً وقال لها أنا لن أنسى أن هذا زواجاً مع إيقاف التنفيذ لذلك لكِ لك غرفة للنوم ولي غرفة للنوم كذلك ونراعي أنه قبل أن يدخل أحدنا على الأخر غرفته يجب أن يستأذن وأذكرك أني لولا علمي بأخلاقك الراقية ما فعلت ما فعلت وتذكري أنك زوجة لرجل محترم ومرت بينهم الأيام بشكل يتفق مع ما إتفقا عليه وفي يوم وهو في الجامعة إتصلت به وأخبرته أن مريضة أسرع بالعودة الي البيت وأخذها الي المستشفى فأخبره الطبيب أنه لولا السرعة التي جاءت بها لحدث إنفجار للزائدة الدودية وحدث ما لم يحمد عقباه وأجريت لها العملية وظل بجانبها يداعبها برفق حتى عادت للبيت وجدته وضع لها الزهور في كل مكان في البيت وطلب منها الراحة وقال لها من اليوم أنا المسئول عن البيت حتى تتعافي وتنظر في عينيه تجد الود والرحمه فكانت تسأل نفسها هل هي تعيش عصر الفرسان ما نوعية هذا الرجل وظل كل ليلة بجانبها يقرأ لها حتى تنام وتعافت هي وفي ليلة شعر بأنفاس عطرها بجانبه نظر فإذا هي تقبل رأسه قال لها هذا خلاف ما إتفقنا عليه يا هانم لِما تركتي غرفتك ودخلتي غرفتي بلا إذن مني قالت له من الليلة ليس لي غرفة إلا غرفتك قالت له بعشق أنثى كنت أنظر اليك كل ليلة وأقول من أين جاء من هو مثلك هل أنت فارس من فرسان العصور الوسطى خرج من كتب التاريخ علمتني أن الرجولة مواقف فزاد إحترامي لك وسعدت أني زوجة لمثلك سيدي أتقرب منك فلا تصدني وأقبلني من الليلة زوجة لك وأعلم أني لن أكون لغيرك زوجة وعاشا وأنجبا بنين وبنات والسؤال الأن هو هل في القرن الواحد والعشرين وفي هذا الزمان مثل هذا الكلام.

  ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق