( رشيـدة ) ـ قصة قصيرة بقلم الأديب / جمال إبراهيم
قصة قصيرة
( رشيــــــدة )
قلوب عاشقة -- نبضات تسرى كشعاع الضوء المنير تتحسس طريقها محملة بعبق
الأنوثة الصارخة ينفذ عبر الكون وسط ظلمات فوقها ظلمات تبحث عن نجمها إنه
منير --تجد صدا ضوءه يحمل شعاع الوحشة والغربة لقد تقطعت الأوصال بينهما
--إنها تناديه بأروع ما تنادى الأنثى طريدها -- وكيف لا وهى الأنوثة
الصافية تاج الأنوثة تاجها -- يغار الحرير من نعومة جسدها -- حروفها معانى
-- كلماتها أحاسيس متهادرة -- مفردات الكلمات تستمد روحها ومعانيها من عبق
شفتاها فتخرج من بينهما كأنها خلق جديد
بها العذوبة بادية -- إنها كالبوتقة الساخنة يتمنى الإنسان أن ينصهر قلبة
بقلبها ينصهر جسده بجسدها -- فتغدق عليه بأحاسيسها إنها أحاسيس تغشاها
أحاسيس إنها دافئة --هل من فارس يفك طلاسم أحاسيسها إن فعلها سيجد نفسة
أمام هالة الأنوثة الطاغية فيغرق ويغرق ويغرق فى آتون عبقها -- كلماتها نغم
--نظراتها عشق --أنفاسها هدير حب متدفقة كالبراكين الثائرة --- إنها رشيدة
الفتاة المغربية التى زادت من غربتها غياب الحبيب -- لقد ملأ حبه كيانها
وفاض على جوارحها --هكذا الحب فى نظراتها بادية -- ولكنها تتألم -- إنها
تناديه بأعلى صوتها -- رغم كبريائى رغم جنون خيالى استحلفك بكل غالى --
استحلفك بسهر الليالى -- استحلفك بالعبرات المنسكبة على خصرى النحيل ولا
تبالى --استحلفك بدقات قلبى المتهادرة أن تصل ما انقطع بيننا أن ترد لى
روحى الشاردة --إنها تبحث عنك بين مملكة أنوثتى بين زوايا حجرتى بين
الظلمات الدامسة -- حبيبى --إننى كالأرض العطشانة تبحث عن إرتوائها --
لماذا تخون عهدا كتبناه بدمائنا ؟ ثم أردفت قائلة وعلى قسمات وجهها ألم اه
من حب فرق أجزائى وجعلنى أشلاء متناثرة --اه من ألآماتة اه من اشتياقى
لتعانق قلوبنا -- اه من حب يغشانى حتى النخاع فلا ابالى ما بي--- أهو حب أو
جنون أنوثتى الهوجاء ترسم خطواتي اه يا أنا اه حبيبى أحبك كحب الصبايا
فى سكون الليل وسط تناجى النجوم فى حضن القمر هل تشعر بأحاسيسها ؟--أحبك
كحب الطبيعة لتغاريد الطيور فى حضن الربيع تزدات دقات قلبى مع تمايل أغصان
الأشجار العالية --أحبك فى صباحى ومسائى ونومى واستيقاظى وفى كل أحوالى
أحبك ليست بكلمة بل هى تدفق دمائى فى شريانه -أحبك بكل قطرة من دمى كتبت
بها كلمة أحبك فهل تشعر بى أم تستعير أحاسيسى تشعر بها-ثم ذهبت رشيدة
إلى حجرتها إلى فراشها الخالى وهى تخطوا خطواتها وتقول يصوت الوجدان--
استحلفك بتدفق دمائى عبر الوريد استحلفك بتعانق الوريد بالوريد أن تنير
حياتى فحياتى ظلمات كاحلة وأنت وسطها منير-- منير -- منير -
-- بقلم --
جمال ابراهيم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق